الأسكندرية - محمد عمار
يقابل المواطن المصري، عندما يحلّ الغروب على شوارع الأسكندرية في مصر، مؤمن الحاوي وإبنته سارة، ما بين المنشية أو في محطة الرمل أو في ميامي أو العصافرة فليا لهما مكان محدّد، ويقدّمان الأكروبات والألعاب الخطيرة للمارة في طريقهما
وأوضح مؤمن الحاوي، أنه "شاب بسيط يبلغ من العمر 40 عامًا، يعمل في مهنة الحاوي منذ صغره حيث كان يعمل ليصرف على نفسه بعد وفاة والده، ورغم ذلك فقد حصل على دبلوم ثانوي صنايع قسم تبريد، وظل يقوم بهذا العمل حتى تزوّج ورزق بسارة ومحمد"، مشيرًا إلى أن سارة تساعده كل يوم على حمل الأسرة ومتطلباتها فهي تمثّل له السند والحنان، هي مطيعة وتخاف في بعض الأحيان من الألعاب الخطيرة ولكنه يحمّسها بطريقته.
وأشار مؤمن إلى أنّ إبنته ساره تلعب بالنار وتقوم بترويضها، عبر القفز من خلال حلقة ملتهبة أو النفخ في النار بعد شرب الغاز أو القفز من فوق ألسنة اللهب العالية، موضحًا أنّ ابنته تبلغ من العمر 9 سنوات واحترفت هذه اللعبة منذ 5 سنوات، مضيفًا أنه لم يعرّض إبنته للخطر إذا ظن البعض ذلك ولكنه دائمًا يكون حريصًا عليها، وعلى وسائل حمايتها حيث يقوم بطلي ملابسها بمادة عازلة عن النيران حتى وجهها ويدها يطلى بهذه المادة وهي مادة عازلة وتعتبر حماية لها وهي صحية وغير ضارة بها وغير ضارة على جلدها حتى لا يظهر أحد ويقول أنني غير مسؤول، ومنوّهًا إلى أنه دائما يتعامل مع الحركات في مكان ضيّق ولا يضرّ أحدًا ولديه مطفأة حريق صغيرة معه إذا حدث مكروه، و"لم يتعرض في يوم لأي حادث عرضي لأن الله يعلم أنه يسعى يوميًا على رزقه".
وعن طبيعة الألعاب التي يقدمها أوضح أن يقوم بترويض العقارب وهي لعبة خطيرة حيث أن العقرب سمه نافذ وقوي وخاصة العقربة الأنثى وهذا سلاحها، موضحًا أن طبيعة عمله أنه يجعل العقرب يرقص فوق يده ويحرّك ذيله يمينا ويسارًا في سعادة، ومشيرًا إلى أنه دائما يقوم بتنفيذ حركات وألعاب جديدة مع ابنته، فألعاب الصيف غير ألعاب الشتاء ففي الشتاء يقومان بتنفيذ لعبة واحدة أو لعبتان جديدتان، لأن الحركة والجمهور في الشارع يكون قليلًا أما في الصيف فينفّذ الكثير من الألعاب المتنوّعة ولا يكرّرها بسبب كثرة المصطفين وبالتالي لا يريد أن يحرق نفسه، مؤكدًا أنه في الصيف كل شارع وحي وله ألعابه الخاصة.
وأشار مؤمن إلى أنه يقوم بفعل ذلك بسبب البحث عن الرزق ولا يجد وسيلة أخرى، موضحًا أنه عمل في إحدى الورش فور حصوله على الدبلوم ولكنه تعرّض للإهانة من قبل صاحب الورشة فقرّر وقتها أن يعمل بمفرده ولا يعرّض نفسه للذل بسبب لقمة العيش، وتحدثت سارة عن تجربتها مع والدها، موضحة أنها سعيدة بالعمل معه وتشعر بالأمان وهي معه وأنها تخاف من النيران وألسنة اللهب ولكنها دائمًا تسعد بتشجيع من يراها ويصفّق لها، مختتمة أنها في يوم ما قدّمت عرضًا أمام إحدى السيدات وكانت في سيارتها تنتظر زوجها وعندما عاد زوجها ترجّلت من السيارة وأعطتها 200 جنيهن وشعرت حينها بسعادة كبيرة، بأن العمل الذي تقوم به حاز على إعجاب الناس بمختلف مستوياتهم وأن العمل ليس عيبًا ولكنه متعة
أرسل تعليقك